- طه الجند
كل شيء منصت
اللوامع الناعسة تغري
وأنا لا أتقن التسلق
ماذا يمكن لغبي أن يعمل في هذا الليل التأخر ؟
لماذا لا أحاول الكتابة
فهي لا تحتاج إلى سلالم
حرفة مناسبة لعاطل مزمن
بهذا المنطق العبيط
سحبت ورقاً من ظرف أمامي
القلم يشبه جنديا إسبارطيا
قلبت الأمر
هل أكتب عن الحرب المعلنة؟!
أم عن الهزائم المنسية؟!
قبل السطر الأخير
وعلى مرأى من الجد والمواجع
أدركت كم تبدو الفكرة رخوة
إذا الشعر نافذة الغياب وجدار المضطر !
قفزة مباغة فقط
الوقت ينبح في الخارج
وحيداً كمياه الينابيع
الأصابع تركض في البر
السيول تترقب المطر لتمضي معه إلى البحر
وأنا كعجل صغير يحرك ذيله بتعجب
وينصت لما يجري بانبهار!
سريعا تغيم المسالك
وتقفر الروح هكذا
عدت منهكا
أنظر إلى القلم باشفاق
وألقيت بالورق
ها أنا احملق في السقف:
خشب الصالة سبع لا غير
خمسة أبواب بالتمام كفروج البهائم
عداد الكهرباء مثبت على الجدار
تذكرت حين أهداني أحدهم كرتاً به ألقاب وأرقام
دونت له بالمقابل رقم العداد
شخص مهم ولامع كان لابد أن أتصرف معه بلياقة
على كل حال
المطبخ هناك في الجهة المائلة
أيها الصديق لا أحب مفاجأتك المغرية
امضِ إلى الداخل لرصد الحالة عن قرب
أتحسس في الركن
كيس الدقيق ما يزال مكابرا رغم الغارات
كومة صغيرة من البطاطا
إلى جوارها بعض البصل
الغاز واحدة… الأخرى فارغة
الحليب… نهاية الشهر ساشتري علبة كاملة
الموقف لا بأس
بالإمكان أن أنام الآن.