- عبدالحكيم الفقيه
لكأن كف الريح يابسة كأخشاب القرى، وكأن جلد الضوء أخشن من صخور أو سياج حول حقل باعه الأحفاد كي يتخاصموا ونسوا الوصايا الفروز، لعل هذا الوقت يجري هاربا من حية تسعى على المرعى، كأن قلادة الأيام من قار، ومنقار المكان كبومة في دفتر التاريخ في أسطورة مكتظة بالريش والشجن الخرافي والخيال.
مرصوصة أوطاننا في الجدول الغربي للتقسيم والتهشيم، كم سقطت ثغور والقلاع، وكم أضاع خلافنا مدنا وتهنا في خبوت البحث عن درب لكي تمشي بنا الأيام مستورين صبحا أو ليال.
ينتابني خوف من التجويع والافقار في بلد تسلقه اللصوص وجاءه الأغراب كي يتراشقوا بسلاحهم متدثرين بزينا الوطني والديني واحتكروا المناصب والريال.
قال الندى للريح: لا للاغتيال
قال الأسى للوضع: لا للاحتيال
قال المدى للوهم: لا للاختيال.
قالت قناديل المساء: سكنتني يا ضوء لكن العمى غطى الوجود ، هي الشعوب تشرذمت وتكممت وتعممت لغة السجود، هي السماء بلا نجوم ، من وجوم هرولت لغة المشاعر صوب تحنيط القلوب لدى الجميع من المسن إلى العيال.
سقطت قبائلنا العتيقة في الخضوع لهرطقات الموت والكهف اللعين، فطوق صنعاء سرب الثعبان من كل الجهات وغيرت أعرافها وتبردقت وتزملت وتجملت بشبابها للحية الرقطاء، وانسلخت عن الحلم الجميل فلا بكيل حمت بكيل ولا يذود الحاشدي عن الثغور ترهلوا وتلخبطوا وتورطوا أضحوا وقودا للمقابر والغلام الأرعن الملعون في كل الربى فاسأل ذرى نهم وخولان الطيال.
بلد يضيع، هو الفضيع بأنه يدري ويجري صوب بعثرة كريش في الرياح، لكم نقول، لكم ندق على نواقيس المخاطر غير أن الأذن لا سمع لها. والناس تغرق في سكوت السعي نحو رغيفها اليومي وترهقها الفجيعة و”الميال”.
قال الندى للريح: لا للاغتيال
قال الأسى للوضع: لا للاحتيال
قال المدى للوهم: لا للاختيال.
26- 6- 2024
تعز.