- زين العابدين الضبيبي
أفكرُ الآنَ في تغييرِ جمجمتي
بصخرةٍ في جبالِ الغيبِ مهملةِ
كي لا أفكرَ في الآتي وغصتهِ
كي أطردَ اليأسَ من أقصى مخيلتي
تعبتُ من حَملِ نزف الأرضِ منكسراً
حتى تخثَّرتِ الأشواقُ في لغتي
غنيّتُ للضوءِ حتى بحَ نايُ دمي
وصلِّبتْ فوقَ جذعِ التِيهِ عاطفتي
فالأرضُ إن أغلقتْ غيبوبةً فتحتْ
في الروحِ غيبوبةً منْ غيرِ نافذةِ
من خطَ مسندَ أحزاني وغيَّبهُ
في جُبةِ الغيبِ لا تعنيهِ أسئلتي
تألَّمَتْني المرايا، حدسي انفرطتْ
حبَّاتُهُ.. والشكوكُ الآنَ مسبحتي
من يُقرضْ الظنَ نَزراً من سكينتهِ
هاتوا رؤاي وأوراقي ومحبرتي
هاتوا دمي فدمي المهدورُ أغنيةٌ
للصبحِ تفتحُ أبوابي وأشرعتي
تقولُ لي: الشمسُ إنَّ الصبحَ كانَ أبي
والمغرمون بهِ قومي وعائلتي
فقلتُ: كلُّ صباحٍ في الحياةِ أبٌ
لولاهُ، ما أزهرتْ بالضوءِ أوردتي
لا بدَّ للفجرِ أن ينهي إجازتهُ
وللندى من عذاباتِ المغامرةِ
أفكرُ الآنَ في ليلٍ بلا قمرٍ
تسوقهُ ظلمةٌ رعنا لصومعتي
سلوا حجارةَ بيتي فهي تلعنهُ
مثلي، وتلفظهُ جدرانُ ذاكرتي
وداخلي ألفُ ميلادٍ لكلِّ غدٍ
تطيرُ بي، ونجومُ الحلمُ أسلحتي
وفي فمي من مواويلِ الضحى قبسٌ
يحدو الخُطى، ويقيني نبضُ بوصلتي
أشمُّ بُنَّ بلادي، فلَّ فرحتها
نسيمها يتفانى في مؤازرتي
إن ضلَّ قلبي النهارات التي احتضرتْ
فلنْ تضل بلادي بعدَ.. أجنحتي
…….