- نبيهة محضور
بعد سنوات من المعاناة في اليمن عاشها المسافرون وهم يعبرون طرق وعرة وغير أمنة تمتد لساعات ليصلوا من وإلى مدينة تعز الحالمة، هاهم اليوم يتنفسون الفرح بفتح طريق الحوبان في تعز تزامنا مع عيد الأضحى المبارك.
طريق الحوبان الذي يعد شريان الحياة لمدينة تعز ظل مغلقا لسنوات بسبب النزاع السياسي في اليمن، أدى هذا الإغلاق إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في تعز ولدى المسافرين من المحافظات الأخرى خاصة الراغبين في استخراج جوازات السفر، ففي تعز عانى السكان من صعوبات عديدة أهمها الحصول على المواد الغذائية والأدوية كما تعرضت الحركة التجارية لكثير من المشاكل مما أثر سلبا على الاقتصاد المحلي وفاقم من انتشار الفقر بين السكان.
بارقة أمل
استبشر اليمنيون خيرا بفتح طريق الحوبان في تعز وفتح طريق مأرب البيضاء، وعم الفرح في أرجاء اليمن التي خيم عليها الحزن كثيرا بسبب الأوضاع السياسية التي انعكست سلبا على كل مناحي حياتهم وجعلتهم يعيشون حالة من الاغتراب والعزلة الاجتماعية على أرضهم.
استقبل السكان هذه الخطوة ببهجة كبيرة كمؤشر لبداية جديدة في حيا؛ اليمنيين وطريق نحو السلام والاستقرار وفرصة للأطراف المتنازعة للتوصل إلى حلول سلمية تعيد وحدة الوطن أرضا وانسانا.
الأبعاد الإنسانية والاقتصادية
سيساهم فتح الطرقات المغلقة بين المحافظات إلى إنخفاض تكاليف النقل للمسافرين والبضائع وبالتالي إلى خفض اسعار السلع مما يساهم في تحسين معيشتهم.
كما يساهم في تنشيط التجارة المحلية وسهولة استيراد وتصدير البضائع وزيادة فرص العمل ويشجع على الاستثمار المحلي وتحسين الاقتصاد المحلي.
إضافة إلى ذلك فتح الطريق يسهم في تعزيز الروابط الاجتماعية والأسرية من خلال تسهيل تنقل العائلات وتبادل الزيارات بين الأهل والاقارب والأصدقاء هذه العلاقات التي تأثرت وانقطعت في الماضي مما يساهم في تخفيف الضغط النفسي وتحسين الحالة النفسية للسكان وهذا ما ترجمته لغة الفرح العارم الذي عم السكان بفتح الطرقات في تعز ومأرب.
فتح الطرقات المغلقة بين المحافظات اليمنية وأهمها طريق الحوبان في تعز وطريق مأرب يمثل خطوة عملية لتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان والنواة الأولى للتعافي من تداعيات وأهوال الحرب التي أرهقت الإنسان اليمني في شمال الوطن وجنوبه وجعلته يعيش المعاناة بكل صورها وأشكالها، يعيد الأمل في نفوس اليمنيين بمستقبل أفضل لبلادنا ويمثل فرصة للتفاهم و التعاون بين الأطراف المتنازعة ويفتح الباب لخطوات أخرى لإعادة بناء الثقة والحوار الجاد والمسؤول لإعادة بناء الوطن بأيدي أبنائه بعيدا عن أي وصاية خارجية، ويحمل دلالات عميقة على إمكانيات
تعزيز الاستقرار وبناء السلام.
رسالة أخيرة
رسالة لكل المسؤولين والسياسيين في بلادنا دعوا اليمنيين يعيشون فرحة العيد وفرحة لقاء الأخوة بعيدا عن التشظي والعزلة.
اثبتوا ولائكم لهذا الأرض وافتحوا الطرقات الرئيسية التي تربط الشمال بالجنوب والتي لازالت مغلقة بالمتارس افتحوا طريق عدن الرئيسي وسهلوا سفر المسافرين للعلاج والدراسة والعمل وطريق عقبة ثرة التي تربط محافظة البيضاء بمحافظة أبين وطريق مأرب صنعاء وطريق الحديدة تعز وسهلوا وصول الناس الى المنافد وأعيدوا لحمة الوطن فهي مطالب شعب وبوابة للسلام في اليمن،
دعونا نتنفس عبق الحرية وفرحة العيد ونعيد لليمن السعيد بهجته.