جلست لاستظل من الشمس تحت شرفة منزل، وجاء وجلس معي، وتجاذبنا أطراف الحديث، وصولا إلى العيش على سواحل البحر وفي المرتفعات.
وبدعابة لطيفة ولكنة تهامية تروق لي كثيرا، قال: “أنتم أمجباليه زدتُ علينا بكل شيء، شفتونا نستخرج أملح من أمبحر، ورحتوا تحفروا أمجبال وطلئتو ملح، وما قنأتوا تبيأوا سكتة مثلنا أصحاب أمسواحل، زدتُ طينتوها، قلتوا ملح أمجبل فيها يودو صحي وملح أمبحر ضارو وسكرتوا ألينا أمباب”.
الترجمة من التهامي: ” أنتم أصحاب الجبال ضحكتوا علينا بكل شيء، شفتونا نستخرج ملح من البحر وقمتم تحفروا الجبال وخرجتوا منها ملح، ولم تصمتوا مثلنا وإنما زدتم روجتم أن ملح الجبال فيها يود صحي وملح البحر ما فيها يود ولا تصلح لاستخدام الانسان، وغلقتوا علينا باب الرزق من ملح البحر”.
لم اتمالك نفسي من الضحك وهو كذلك. صمتنا وقلت له طيب باقي لكم الجمبري والسمك، إلتفت نحوي وبلكنته التهامية قال: ” ياه ياه وش وش، أمجبري وينه والله لو تقدروا ترجأوه صناعي ستسوا، وأمسمك اينه مش أصحاب ذمار صلحوا سمك إندهم بمزارع”.
الترجمة من التهامي” ماذا تقول، الجمبري أين الجمبري والله لو تستطيعوا صناعته سترجعوه جمبري صناعي، والسمك اين هذا السمك وأصحاب ذمار قد عملوا مزارع لانتاج السمك”ِ
تعالت أصواتنا بالضحكِ.. سعدت كثيرا لردوده ونفسيته المرحة، تركنا المكان وصدى روائح روح الرجل التهامي الباذخ بالنقاء عالقة في المكان.
غادرنا المكان وعبق التصوف التهامي يملىء رئتي ويجول أمامي ناظري.