- أحمد السلامي
طبقا للموروث الشعبي يخشى اليمني التمدن ويحتقر السوق ومحترفي البيع والشطار في التجارة. هذه الممانعة الفطرية المتجذرة للتمدن ولنمط حياة السوق بحاجة لدراسة وتحليل. هل جذورها ناشئة عن كون المجتمع في اليمن زراعي في المقام الأول؟.
هذه تعابير أو مقولات شعبية تصب في هذا السياق:
1- أجارك الله من القبيلي إذا تمدن.
2- يا حيا من شمه باروت ولد السوق شمه معطارة
3- ابن سوق
4- بدنا صيت ما بدنا مكسب
5 – وقال شاعر شعبي أظنه من مأرب أو شبوة:
مسكين من قد تبدوى لا عرف صنعا
ما عاد يرجع كما قد كانت البدوان
ما غير لا شي غمارة تشلعه شلعة
والا قعادة تهزه في وسط ديوان
6- وفي المقابل كان أهل المدن يسخرون من القبيلي القادم للمدينة، مثلهم مثل السلطات الإمامية قبل ثورة 1962 في شمال اليمن، كانوا يوبخون القبيلي وينصحونه بالعودة إلى قريته بعبارة ” ما معك يا قبيلي في صنعاء روح البلاد مطيرة” يعني بلادك أمطرت عد لزراعة أرضك.
أهل المدن لا يريدون أن يزاحمهم القبيلي الوافد، والسلطات الإمامية بدورها كانت معنية بجمع الزكوات وترغب في عودة الرعوي إلى أرضه ليزرع ويحصد ويسلم ما عليه من زكاة لنظام الجوع والفقر والحباية
ومن هنا يمكن تفسير سبب قول القاضي الذي حاكم الإعلامي مجلي الصمدي في صنعاء أثناء المحاكمة “سير اتزيرع” بمعنى عد إلى قريتك أيها الفلاح وانسى مهنة الإعلام والتنوير!!.