- كتب: عبدالكريم الرازحي
أمس لقيت صديقي علي هاشم وهو يسير حافيًا وقلت له:
- مالك تمشي حافي ياعلي؟!.
قال بأنه سيشتري جزمة بالفلوس التي يحصل عليها عندما تتجمع!.
لكني كنت أعرف بأن الريالات القليلة التي يحصل عليها يعطيها لأمه وأبيه.
وتذكرت بأني وانا في عمره كنت أسير حافيًا مثله.
مع الفارق هو أنه يسير حافيًا في شوارع العاصمة، فيما كنت انا اسير حافيا في القرية، وعندما اشتريت لأول مرة “شنبل” من سوق الخميس في حيفان
فرحت فرحًا شديدًا وخفت خوفًا عظيمًا، ولشدة خوفي أن تنقطع
رحت أعلقها في رقبتي بنفس الطريقة التي تعلق فيها نساء القرية الشنابل والشباشب في رقاب أبقارهن لدرء العين.
واذكر أن الثورة قامت وأنا مازلت حافيًا وكلنا أطفال القرية حفاة.
لكننا ونحن نسير بأقدام حافية..
كان عندنا أمل بأن الثورة سوف تجلب لنا الأحذية.
أما أطفال اليمن اليوم، وبعد أن باعت الأحزاب والجماعات الجمل بماحمل
فقد صاروا حفاة من دون أمل.